إن الأساس في التواصل هو فتح نافذة على العالم، وفي تقدير الكثير اصبح التواصل إقبالا على الحياة وصيغة معبرة عن الفرد أمام المجتمع، ثم اكتسب مشروعية حضارية من حيث الموقف العام.
ولكن بمعنى ومفهوم آخر لم يحقق الشروط المنوطة به، حيث تنازل الناس عن أدوات التواصل التي تربط الفرد بالأسرة، مع الأخذ بالاعتبار أن الناس قديما كانوا أكثر تواصلا ومنطقية وعقلانية وجمالا روحيا، وشفافية،
فلم تعد الملاءمة موجودة كما كانت أو كما ينبغي أن تكون، ساحة التكنولوجيا أغلقت ابوابها على العقول وسيطرت على الجزء الأكبر منها، فذهب الأب والأم والأبناء في أرجائها.. لا احد يشعر بوجود الآخر، ليسجل كل فرد حالته إما متاحا أو مشغولا او متوفرا أو حسب اللحظة، وجميعها حالات عصرية وأسلوب لا يحرض على الاندماج والانسجام المعهود بين أجزاء الأسرة الواحدة..
لقد تعلقت أرواح الناس وأذهانها بالأجهزة الذكية وتركت الإحساس العاطفي والشعور بالآخر، وأيضا تخلت عن الغاية من هذا التواصل، فأتى شيء على حساب أشياء أهم، حتى خفَت وميض التأثير وتضاءل النهج من التواد والشفافية بين الأسرة والمجتمع.
إقرأ المزيد «